المرأة تهيمن على معرض النحات محمود شاهين بالأرت هاوس
يواصل النحات الدكتور محمود شاهين تجربته الفنية مع جسد المرأة وما يكتنزه من تفاصيل خلال معرضه المقام حاليا في غاليري أرت هاوس بدمشق مقدما منحوتات استوحى فكرتها من معاناة المرأة في سورية جراء الحرب على وطنها وما تعرضت له من تجربة فقدان مريرة فضلا عن ضغط الواقع الاجتماعي على حياتها.
وكما هيمنت المرأة على معرض شاهين استحوذت مادة البوليستر كخامة على أغلب المنحوتات صغيرة الحجم مع حضور أقل للخشب لما تحققه هاتان الخامتان من ليونة في العمل تلائم جسد الأنثى فضلا عن كونهما مادتين مطواعتين أثناء التنفيذ.
النحات شاهين تحدث لسانا الثقافية عن معرضه فقال “الأنثى هي الحاضر الأكبر في معرضي وأجد ذلك استجابة لإرث فني إنساني ضارب في القدم منذ أن تعرف النحات الأول على الكتلة والحجم كوسيلتين للتعبير ويعتمد المرأة كموضوع أساسي إلى زمننا هذا وتجربة التعبيريين الألمان لا تزال تعتبر المرأة موضوعها المفضل”.
ووجد عميد كلية الفنون الجميلة أن المرأة تمتلك دلالة كبيرة وقيمة عالية في العمل الفني لكونها تحاكي الأرض في عطائها وهي أكثر ارتباطا من الرجل بالوطن والمجتمع والأسرة أما من الناحية الموضوعية فإن جسدها يفوق نظيره عند الرجل في الغنى بالتفاصيل ما يغري النحات باعتمادها كمادة لأعماله.
وعن استخدامه للبوليستر كخامة لمنحوتاته في المعرض قال “البرونز أصبح مادة غالية ومكلفة والمتلقي السوري لا يستطيع تحمل كلفتها والبوليستر خيار متاح لأنه خفيف الوزن ومطواع أكثر في التنفيذ ويعطي إحساسا يقارب البرونز” معتبرا أن التعب الذي يعاني منه النحات لدى العمل لا يقارن بسعادته لدى الانجاز.
يشار إلى أن المعرض مستمر لغاية الـ 19 من الشهر الحالي.
والنحات محمود شاهين خريج قسم النحت من كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق سنة 1972 حصل على تخصص عال “دكتوراه” في النحت والنصب التذكارية من المدرسة العليا للفنون التشكيلية في دريسدن بألمانيا سنة 1981 يشغل حاليا عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وأستاذ لمادة النحت والدراسات العليا فيها ونائب مدير المركز الوطني للفنون البصرية بدمشق.
شارك في العديد من المؤتمرات والندوات ولجان التحكيم داخل سورية وخارجها وأقام عدة معارض فنية فردية وهو مشارك دائم في المعارض الجماعية أعماله موزعة في عدة دول ونفذ العديد من النصب التذكارية في سورية وصدر له عدد من الكتب حول الفن التشكيلي السوري والعربي المعاصرين منها “قصائد من الحجر” و”الحروفية العربية”.